قطر الندى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كل ما تتمناه حتلاقيه


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

طيبة .... ام سذاجة - بقلم محمود غسان حصري

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1طيبة .... ام سذاجة - بقلم محمود غسان حصري Empty طيبة .... ام سذاجة - بقلم محمود غسان حصري الثلاثاء أغسطس 16, 2011 10:15 pm

Admin


Admin


بسم الله الرحمن الرحيم
طيبة .... ام سذاجة - بقلم محمود غسان حصري Wol_errorهذه الصورة مصغره ... نقره على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 580x659 .
طيبة .... ام سذاجة - بقلم محمود غسان حصري Tebaorsazaga


هذا بوستر فيلم "I Love You, Man" لـ Paul Rudd و Jason Segel ...

* * * * *


للتحميل القصة كاملة بصيغة pdf

* * * * *

[size=21]( طيبة .... ام سذاجة )


عادل , شاب عادي جدا بل اقل من العادي , دائما أصدقائه يعتبرنه مركز سخريتهم , هل تعلمون السبب ؟؟

عادل يبلغ من العمر خمسة و عشرون عاما , ملابسه تعود الى القرن الماضي و لا يعرف معنى الموضة أو التحديث ..

يرتدي قميصا بيج اللون كاروهات مزررا حتى عنقه , و رابطة العنق بنية اللون
تكاد تخنقه و يرتدي بنطال قماش مخطط اسود اللون , و حذاء اسود على الطرز
الإنجليزي القديم ...

يرتدي نظرات سميكة و ضخمة و كأنه عالم ذرة , و شعره القصير دائما مجعد ...

عادل شاب نقي , طيب القلب , ناجح في عمله , هادي الطباع و الملامح لا يحتك
مع احد لا يعرفه , دائما خجول إذا تحدث مع شخص لأول مرة , و يكون محرج أكثر
عندما يرى أصدقائه يضحكون لأمر ما و هو لا يستطيع ذلك ليس لأنه كئيب , و
لكن يشعر بأنه ليس الأمر الذي يستحق الضحك من أجله , لا يستطيع الحديث مع
النساء الحسناوات و ذلك سبب طرده من العمل أكثر من مرة بسبب تلك المشكلة
...
عادل يحب قراءة الخواطر و النثر و القصص القصيرة و يحب قراءة الصحف العالمية ...

يعمل عادل الآن في مساعدا في متجر لبيع الحلويات , عمل غير شاق و لا يحتاج لاحتكاك مع الناس ...

* * * * *

كريم نجل مدير المتجر , شاب " مروّش " عكس صديقنا عادل , دائما يرتدي ملابس
على أحدث موضة , شعره طويل قليلاٍٍ , يتحرك و كأن به جنـّة , بائع للدنيا ,
يضحك مع هذا و يتحدث مع ذاك , بينما ينظر عادل إليه و يقول في نفسه : "
لماذا أنا لست مثله , ماذا ينقصني ؟؟ "
كريم يتواجد بالمتجر باستمرار , لا يفعل شيئا سوا الضحك و الحديث الغير مجدي مع الجميع ...

فلاحظ عادل ان كريم يتحدث الى الهاتف فأقترب عادل منه قليلا فسمعه يتحدث مع
فتاة , فسمعه يقول لها و هو يضحك : " صدقيني يا حبيبتي لم أكن هناك , لم
اذهب مطلقا , ربما شخصا ما يشبهني , حسنا مع السلامة "

فالتفت كريم للخلف فرآه واقفا خلفه , فتغيرت ملامحه بشدة
فأرتبك عادل فورا و قال : " انا أسف يا كريم , لم اقصد و لكنني كنت سأذهب الى ... "
ابتسم كريم و وضع يديه على كتفه و قال : " لا بأس .. "

فتركه و مضى سيره , فنظر عادل إليه و هو يقول في نفسه : " كم أتمنى بأن أتعرف على الفتيات "
فوقف كريم فجأة و نظر خلفه بسرعة فوجده مازال واقف فقال له : " ما الأمر .. ؟ "
فاقترب إليه عادل بسرعة و قال : " كيف تستطيع التعرف على البنات ؟؟ "
أنصدم كريم و قال : " الم تقيم علاقات بعد ؟؟ "
رد بتوتر : " لا "
ضحك كريم ضحكة عالية : " هل أنت شاذ ؟؟ "
ثم أضاف : " يا عزيزي لن تستطيع إقامة علاقات مع الفتيات بهذه الخليقة "
انزعج عادل من كلامه و قال : " أنها خليقة الله .... ثم أنني لا أستطيع فعل ما تفعله هذا "
ثم قال : " هل سوف تتزوج تلك الفتاة التي كنت تتحدث معها منذ قليل ؟ "

رد بسرعة و بلا وعي : " بالطبع لا .. "
- " لماذا تناديها بحبيبتي إذا , ... "
- " أنها صديقتي "
فقال و كأنه يهزأ منه : " صديقتك ؟ , انتم أيها الشباب أفسدتم معنى الصداقة .... "
ارتدى ملابسه و همّ لمغادرة العمل فأوقفه كريم و قال له :
" هل تريد أن تقيم علاقة مع فتاة ؟؟ "
ابتسم عادل و قال بلهفة : " أتمنى ذلك "
- " بملابسك هذه ؟ "
كريم باستغراب : " وما بها ؟؟ "
- " أظن أنها تحتاج إلى تغير قليلا , ما رأيك أنت ؟ "

* * * * *

دخل عادل و كريم ملهى ليلي يعج بالشباب و الفتيات التي ترقص رقصات فاضحة
وسط الموسيقى الصاخبة و و الأضواء المختلفة المتحركة التي إصابته بالدوار ,
حتى جلسا على طاولتهم المخصصة لهم . . .
- " هيا يا عادل اجلس "
جلس عادل بهدوء فشعر بأنه محرج و بقيّ يلتفت يمين و يسارا خوفا من يراه أحدا يعرفه ...
بينما كريم يمرح مع الموسيقى الصاخبة مرت من أمامه فتاة طويلة , جسدها
ممتلئ قليلا , حسنة المظهر , ترتدي ملابس مميزة , فصرخ و قال بمرح : " لقد
بدأت سهرتنا "
فسرعان ما امسك عادل يده و قال له : " من فضلك يا كريم .... "

ضحك كريم و قال له : " اصمت يا عادل "
فوقف بسرعة و صرخ : " يا ريم . . . . يا ريم "

فالتفت هذه الشابة و ابتسمت ثم اقتربت نحوهم قليلا و قالت : " كريم كيف حالك ؟ "
فجلست و هي تنظر الى عادل نظرات ذات معنى . . .

فأجابها كريم و هو يمعن النظر بها : " بأحسن حال و أنتي يا ريم ؟ "
فضحكت و قالت : " بخير "
فقال لها : " من معك ؟ "
نظرت إلى الطاولة التي تجلس عليها ثم قالت : " سارة و منى و .... سوزان و خطيبها "
ثم نظرت إلى كريم مرة أخرى ..

فقال لها : " هل تستطيع ان تشاركينا الجلسة اليوم "
ابتسمت و قالت : " حسنا , لا بأس من ذلك "
فنظرت الى عادل و لوحت بيدها و قالت : " هاي , أين أنت ؟ "
فشعر عادل بوخذة ثم قال بارتباك : " و أنتي كيف حالك ؟ "
ضحكت ريم و قالت : " يبدو و انك شارد الذهن "
فتقدم إليهم النادل و قال لهم بأدب : " ماذا تفضلوا ان أقدم لكم ؟ "
فقال كريم له : " نريد ثلاث زجاجات من المياة الغازية "
- " حسنا سيدي " و انطلق فورا
فلم يلاحظ و إلا اخرج كريم من جيبه لفافة عجيبة الشكل و اللون و قام بإشعالها باستمتاع ..
وقف عادل و صرخ على الفور : " ما هذا ؟؟ "

أحرج كريم و حاول ان يخفي إحراج فأمسك يد عادل و قال له بصوت خافت : " أجلس , أجلس "
وضعها كريم في فمه و استنشق ما بها ثم قال : " هل أنت مجنون , ما الذي فعلته هذا ؟ "
فأجابه عادل قائلا : " قلت لك ما هذا ؟ "
فنظر كريم إليه و قال : " مخدرات , هل ارتحت ؟ "

لم يستطيع عادل ان يبادله الرد , و لذلك اكتفى بأنه غادر النادي دون أن يتحدث معه ...
بينما حاول كريم إيقافه و لكن لم يكن بوسعه ذلك ...

غادر عادل الى بيته و خلد الى سريره حتى الصباح للذهاب الى عمله مجددا . . .

و عند الصباح , في أثناء عمله لاحظ ان كريم بجواره يحدثه بصوت خافت : " عادل ..... عادل "
فالتفت إليه بانزعاج : " ماذا تريد ؟؟ "
فضحك كريم ثم قال : " هل أنت منزعج ؟؟ "
فنظر إليه باستهزاء و قال : " لا " , ثم التفت إلى عمله مجددا
فتركه و غادر و هو يقول : " لمعلوماتك فقط لقد طلبت ريم رقم هاتفك "
فنظر عادل على الفور بابتهاج فلم يجده , فسرعان ما اخذ يبحث عنه حتى وجده
في مكتبه , فدخل غرفة مكتبه فوجده جالسا يشاهد التلفاز فقال له : " ماذا ..
ماذا قلت للتو ؟ "

فجلس بجواره فور دخوله , بينما كريم يقلب بجهاز التحكم بيده و يتحدث دون النظر إليه :
" ريم كانت ... كانت تريد .. رقم هاتفك "
فأمسكه عادل من كتفه و جعله ينظر إليه و قال له : " ريم التي كنا معها بالأمس ؟؟ "
- " بلى " و التفت إلى التلفاز مرة أخرى ,
فظل عادل يفكر مليا حتى قال لكريم بتردد : " و هل أعطيتها رقمي ؟؟ "
ضحك كريم و قال : " بالطبع "
فقال عادل بسرعة : " هل هي تخصك ؟؟ "
فأشار بيده دون النظر إليه و قال : " لا فهي لك .. "

ظل يفكر عادل قليلا , شارد الذهن , عيناه ثابتتين حتى قال بسرعة : " و هل أخبرتك متى سوف تتصل بي ؟ "
فأجابه كريم دون النظر إليه : " لا اعلم , ربما اليوم , ربما غدا , ربما بعد أسبوع "

فجأة سمع عادل احد يناديه يقول : " يا عادل تعال , أين أنت "

ارتبك عادل و قال بصوت عالي : " أنا قادم ... قادم "
فنظر الى كريم و قال : " أشكرك يا كريم " و غادر بسرعة
فأشار بيده و قال : " لا عليك "

* * * * *

في منتصف اليوم اتصلت ريم بعادل فلم يتعرف عليها بقوله : " المعذرة من المتصل ؟؟ "
- " أنا ريم التي .... "
فقاطعها مسرعا : " نعم نعم , تذكرت , كيف حالك ؟؟ "
فأجابته بأنثوية : " مرحبا يا عادل , اسمك عادل أليس كذلك "

احمر وجه و بدا عليه الارتباك و بفرز الأدرينالين بشدة فلم يعد يقوى على فعل شيئا
فأجابها بلامبالاة : " لا أذكر ..... " , و عندما أدرك نفسه قال مسرعا : " بلى انا عادل "

ثم قالت : " حسنا يا عادل , هل أستطيع ان أراك اليوم ؟؟ , ام أنت ...... "
فأجابها بسرعة : " بلى , لا بأس , وقت ما تريدي "

فظلت تفكر و تصوت صوت أنثوي ينم التفكير حتى قالت :
" ما رأيك اليوم عند الساعة التاسعة , في مقهى ستارباكس كافيه في المهندسين ؟؟ "

دون ان يفكر قال بسرعة : " هذا ممتاز "
فأجابته بسرعة : " حسنا سوف انتظرك هناك , مع السلامة "
و أغلقت الهاتف بعد ذلك , فظل عادل حائرا , و هو يقول لنفسه " هل هذا طبيعي ؟ "

فسرعان ما ترك ما بيده و ذهب الى كريم فوجده جالس على المقهى الذي يقع بجوار المتجر
فأقترب إليه و أخذ يصرخ كالأطفال : " كريم .. كريم .. كريم "
فنهض كريم بسرعة حيث ظن ان هناك مشكلة ما , فقال كريم بلهفة : " ما الأمر يا عادل ؟ "
فأجابه ببطء و بسعادة : " لقد اتصلت بي ريم , و تريد ان تراني الليلة "

فظهرت على كريم الابتسامة , وكأنه شعر بأن أخاه الأصغر قد اجتاز الاختبار بتفوق ...

فقال عادل بسرعة : " ماذا افعل ؟؟ "
- " اذهب لها و لكن إليك بعد النصائح كي تنجح مع هذه النوع من النساء "
أجاب باستغراب : " نصائح ؟؟ "
- " بلى , تعال اجلس "

فجلس عادل و كريم و أخذ يشرح له النصائح بتأني شديد ..

- " أولا , حاول يا عادل ان تبتسم كثير , ثانيا , لا تكون ثرثار و اختصر
الكلام بقدر الإمكان , ثالثا , كن مهذب معها , مثلا قل لها ... قل لها مثلا
لو سمحتي , من فضلك عفو , شكرا , ... و هكذا "
ابتسم عادل ثم قال : " حسنا و ما التالي ؟ "
- " تنفس بعمق قبل ان تتكلم كي لا ترمي كلاما لا تعرف عواقبه , و عندما تتكلم لا تكف النظر عن عيناها "
ثم أضاف بتحذير : " إياك ان تذهب إليها و لا تحضر لها شيئا "
- " لا لا , لا تقلق سوف اجلب لها بعض الأشعار الرومانسية الجميلة "
فصرخ كريم و قال : " غبي ! "
حزن عادل و قال : " بماذا أخطأت ؟ "

فصرخ و قال : " أي أشعار هذه في الزمن الإنترنت و السرعة ؟ "
ثم أضاف بهدوء: " يا عزيزي افهمي و لا تجعلني افقد صوابي , هذه الأشعار
التي تتكلم عنها منذ السبعينات , أين الفتاة التي تقــّدر هذا الآن ؟؟ "

فأعتذر عادل و قال : " حسنا .... أكمل يا أستاذ "
فعدل كريم موضعه ثم قال : " أين كنا .... "
ثم قال بسرعة : " أوه نعم .. احضر لها مثلا وردة حمراء , و حاول ان تفتعل شجارا من أجلها , ان الفتيات يحبون ذلك "
باندهاش : " افتعل شجارا ؟؟ "
- " بلى "
ثم قال كريم : " و نقطة أخرى , حاول بأن تجدد ملابسك هذه "
باستغراب وهو ينظر الى ملابسه قال : " ملابسي , و ما بها "
- " اسمعني جيدا , الفتاة تحب الذي يعتني بملابسه "
- " ولكني لا أحب شراء الملابس الحديثة , ثمنها أصبح باهظا جدا "

- " الطقس حارا اليوم يا عادل , لماذا ترتدي قميصا بكم طويل و مزرزا حتى عنقك , الا تشعر بأن حرارتك مرتفعة ؟؟ "

ثم أضاف : " حسنا قبل الموعد سوف أأخذك الى بيتي و خذ ما يحلو لك من الملابس "
- " أشكرك يا كريم "
ثم مد كريم يداه إليه و قال : " و الآن أعطيني تلك النظارة ... "
فأصابه الاندهاش : " نظارتي , لماذا ؟؟ "
بتأني : " اسمع كلامي يا بنيّ "
- " حسنا تفضل " و أعطاه النظارة . . .
أخذها منه ووضعها على الطاولة ثم قال بابتسامة : " في النهاية يا ولدي , قبلها "

نهض عادل بسرعة : " ماذا تقول ؟؟ "
أجاب كريم باستغراب : " ماذا أقول ؟؟ نعم قبلها من خدها قبلة رومانسية هادئة "

صمت عادل لوهلة ثم قال بغضب : " لا لا لا , هذا غير معقول "
- " أنت حر , و لكن الفتاة تحب هذا ..... , و بشدة "
فنظر إليه نظرة ضجر ....

الساعة التاسعة مساءا , ستارباكس كافيه ...

اخذ عادل يعّد على ساعة يده وهو يقول بتوتر : " لماذا تأخرت .. لماذا تأخرت ... "
فوقف لوهلة ثم جلس مرة أخرى علي كرسيه و هو مرتديا قميصا ضيقا نصف كم ابيض اللون مكشوف الصدر
فأخذ يعدل في قميصه و قال في نفسه : " انه ضيق جيدا ... سامحك الله يا كريم ... "

حتى سمع صوت أنثوي يقول له : " مرحبا يا عادل "
فشعر و كأنه أصيب بكهرباء عالية , فتجمد أمام ريم لثلاث ثواني ثم رحب بها بحرج شديد دون ان ينظر إليها : " مرحبا يا آنسة ريم "

فلاحظ ان يداها ممدوه له كي يسّلم عليها فمد يداه بخوف فشعر بنعومة يديها بيضاء التي اشد من البلسم الطبيعي . . .
فجلست ريم و قالت له : " موعدنا الساعة التاسعة أليس كذلك "
فنظر الى عينها و قال : " أنها كذلك "

فضحكت ضحكة خفيفة ثم قالت : " اعلم , كم مضىّ على مجيئك ؟؟ "
فأجابها بهدوء شديد : " نصف ساعة فقط "
فاقترب النادل عليهم و قال لعادل : " سيدي , هل تحب ان أقدم لكما شيئا ؟ "
فنظر الى ريم و قال : " ريم , ماذا تفضلي من الشراب ؟ "
و كأنها لم تهتم : " كما تريد أنت ! "
- " حسنا "
ثم نظر الى نادل و قال : " من فضلك كأسان من شراب الفراولة "
- " حسنا سيدي "
و انصرف فورا ..

و بسرعة أخرج لها وردة حمراء صغيرة و قال لها بابتسامة : " تفضلي هذه لكي "
أخذت ريم الوردة مبتسمة ثم شمّت رائحتها فصدر منها صوت و كأنها في ذروة نشوتها حتى قالت :
" الله , رائحتها جميلة جدا , أشكرك يا عادل "

أحرج عادل بشدة حتى تظاهر و كأن وقع شيئا منه فانخفض كي يلتقطه و لكنه تأخر قليلا ...
فانكشفت ساقيها الناعمتين له من أسفل الركبة فشعر و كأن صب عليه احدهم ماء مغلي ...
فنهض بسرعة و العرق يتصبب منه مع قليل من احمرار الوجه مع ابتسامة مصطنعة
فعدل موضعه حتى قالت له : " أنت جميل جدا "

صـُدم عادل عند سماع تلك الجملة و احمرت وجنتيه كالأطفال فقال لها بخجل : " أشكرك "

فقالت له بسرعة : " حقا أنت جميل و جذاب "
ثم سألته : " أين النظارة التي كنت ترتديها ؟ "
ضحك عادل ثم قال : " لقد تخلصت منها "
ضحكت ريم ثم سألته : " هل أنت مرتبط ؟؟ "

لم يستطيع عادل النظر إليها مباشرة فقال لها : " لا ..... ليس بعد ! "
فأجابت بيأس : " يا لخسارة هذه الفتاة التي لم تحظى بك بعد "
ضحك عادل بخجل و قال : " هذا الفستان جميل جدا "
نظرت الى فستانها و تحسسته بيدها كي تثيره و قالت له : " نعم , أشكرك هذا من لطفك "
بعد ثواني معدودة جاء النادل و هو يحمل الصينية على إطراف أصابعه بكل خفة و
رشاقة , فقدم لهما الكأسان من شراب الفراولة و قال لعادل بأدب : " سيدي ,
هل لديكم أي طلبات أخرى "
فنظر إليه و قال : " لا .... أشكرك "
فانحنى النادل بكل أدب و غادر على الفور . . . .

مدت يداها و أمسكت الكأس الذي يقع أمامها و أخذت رشفة خفيفة ثم قالت له : " انه لذيذ "
ابتسم عادل و اخذ رشفة من كأسه حتى سمع ريم تقول له : " حدثني عن نفسك يا عادل "
وضع الكأس على الطاولة و قال باندهاش : " ماذا تقصدين ؟؟ "
أشارت بيديها لوهلة ثم قالت : " اقصد انا لا أعرفك , حدثني عن نفسك قليلا ... "
فقال لها بثقة : " و كريم لم يخبرك بشيء عني ؟ "
أحرجت لسؤاله ثم قالت : " لا فضلت ان اعرف منك "
نظر إليها عادل بشغف ثم أصدر صوت همهمة ثم أخرج هاتفه من جيبه ووضعه على الطاولة و قال :
" انا أود معرفة أولا , ما الذي أعجبك بي ؟ "
ثم أضاف : " انا اعلم نفسي جيدا ! " و ابتسم ,

فقالت له : " أنت متواضع جدا , انت تملك ملكات ليست موجودة في هذا الزمان "
ضحك عادل حيث بدأ ان يعتاد عليها و على الحديث معها ....

حتى قالت له : " أنت لم تقم بأي علاقات نسائية من قبل , أليس كذلك ؟ "
تفاجئ عادل و قال : " و ما ادراكي ؟؟ "
ابتسمت و قالت : " هذا واضح من شخصيتك و طريقة حوارك معي "
نظر الى الأرض يائسا ثم نظر إليها : " هذا صحيح , و أتمنى ان تكوني أنتي أول فتاة في حياتي "
ضحكت ريم بخفة ثم قالت : " حسنا حدثني عن نفسك اذا "
فقال بسرعة : " انا إنسان عادي جدا , حياتي مملة جدا , ليس لدي أصدقاء , و تقريبا ان كريم اول صديق حقيقي بالنسبة لي "
انتهى عادل من كلامه حتى رآها ساكنة و لا تتحرك ثم قال : " هل هناك ثمة أمرا ما ؟ "
أجابت بسرعة : " لا لا و لكني تقريبا نفس حالتك , انا أيضا ليس لدي أصدقاء "
فقال لها مبتسما : " و ماذا عن سارة و منى و ..... سوزان "
ردت بسرعة : " سارة فقط هي الصديقة المقربة لي , أما الباقي علاقتي بهم سطحية للغاية "
فقال لها بخجل : " أتمنى ان تعتبريني أكثر من صديقك "

فقامت ريم بكل خفة و بابتسامة و انحنت تجاه و طبعت على خديه قبلة حارة ذات صوت رنان ثم عادت إلى كرسيها مرة أخرى ..

فاحمر وجه عادل بشدة و اخذ يتحسس بأطراف أصابعه موضع القبلة فلم يلاحظ إلا
ألقت ريم إليه مناديل ورقي و قالت له بابتسامة شقية : " تفضل "
فــَهــم بسرعة ما قصدت حيث تركت أثار على خده من احمر الشفاه . . . .
فمسح خديه و قال لها ببطء : " أنا لا استحق هذا "
- " لا , أنت تستحق أكثر من هذا "
فصمتا كلاهما لمدة ثلاث دقائق حتى قال لها : " ما هي هواياتك ؟؟ "

فقالت بيأس : " ان هواياتي لا يهتم بها احد في هذا الزمن , اشعر و كأنني منعزلة "
- " لماذا ؟؟ , و ما هي تلك الهوايات ؟ "
- " أحب القراءة بشدة , و أحب كتابة الخواطر , النثر , و أحب متابعة الصحف الأجنبية ... "
بينما يحملق النظر بها , سكتت ريم و قالت بضحكة : " اعلم ان هذا جنون و لكن .... "
قاطعها على الفور : " لا , العكس تماما , انا أيضا أحب نفس تلك الهوايات "
ثم أضاف بشغف : " أحب القراءة و الكتابة أحب الصحف الأجنبية , نحن نفكر بنفس الاهتمامات ... "
فضحكت و قالت : " هذا شرف لي "
ثم فجأة قالت : " هيا بنا ... ؟؟ "

فأشار عادل الى النادل و و طلب منه الفاتورة فجاء بها بعد دقيقة و دفع له ما طلب , و غادر النادل فورا ..

فأشار عادل الى يديها و قال : " هل أنتي مخطوبة ؟؟ "
فنظرت ريم الى يديها ثم قالت بتردد : " لا .. لا .. "
فقال باستغراب : " لا .. ؟؟ "
عدلت موضعها و قالت : " اقصد أني ارتدي محبس الخطبة عن عمد "
ضحك عادل و قال : " عن عمد , كيف ؟ "
- " لأني لا أريد ان يتقدم احد لخطبتي , لأني أريد ان ابحث عن هذا الشخص بنفسي "
ثم أضافت بأنوثة : " و أظن بأنني قد وجدته "
شعر عادل و كأن احد ما قد وخذه , فقال بابتسامة : " متى أستطيع ان أراكي مجددا ؟ ... "
فقالت بهدوء : " وقت ما تريد ان تراني به , سوف تجدني "


* * * * *

دخل عادل على صديقه كريم وجده يتحدث بالهاتف , فرحب كريم به بصمت و هو يتحدث عبر الهاتف
فجلس عادل بجواره بكامل فرحته ...

فأغلق هاتفه و نظر الى عادل و قال : " مرحبا يا عادل , كيف أحولك ؟ "
فقال بسعادة مفرطة : " انا فرحا للغاية , لم أكن أتوقع أقابل فتاة تعجب بي بهذا الشكل "
فضحك كريم ضحكة عالية و ذهب حيث يقوم بعمل كوب من نسكافيه فقال : " هل تريد ؟؟ "
- " حسنا "

فانتظر حتى وصول الماء ذروة غليانه ثم صبها في كوبه أولا ثم كوب عادل ,
فأقترب عادل و اخذ كوبه بينما كريم جلس يشاهد التلفاز فجلس عادل أمامه . . .

فقال كريم وهو يأخذ رشفة من كوبه : " ماذا قلت للتو ؟ "
بسرعة : " لم أكن أتوقع أقابل فتاة تعجب بي بهذا الشكل "
ضحك مجددا حتى ضجر عادل فقال : " المعذرة , هل هناك ما يضحك ؟ "
فقام من مقامه و قال : " لا , و لكن أصبحت كالأطفال "
فدخل حمّامه صغير الذي يقضي فيه حاجته ثم قال بصوت عالي : " هل اتبعت ما قلته لك ؟ "
بتردد : " بلى ... بالطبع "
فصرخ و قال : " هل قبلتها ؟ ؟ "
- " لا ... اقصد هي – بصوت منخفض – التي فعلت "

فجأة راه أمامه يقول له : " ماذا قلت ؟ "
فقال عادل له : " هي التي قبلتني "

فتحرك كريم نحو كرسيه ثم جلس فلحقه عادل و جلس أمامه
فقال كريم بهدوء : " ماذا تريد منها ؟؟ "
ثم أضاف بلهجة تهديد : " اسمع يا عادل , لا أريد إلحاق الأذى لهذه الفتاة , أنها طيبة و لا تستحق ما سوف تفعله بها .... "
فصرخ عادل و قال : " مهلا ... مهلا , ماذا تقول انت .. ؟ "
ثم أضاف عادل بثقة : " لا أظن أني سوف أجد فتاة مناسبة لي أفضل منها "
ضحك مجددا ثم قال : " بهذه السرعة ؟؟ , أنت لم تلتقي بها إلا مرة واحدة فقط "
ثم أضاف : " ثانيا أنت لم تلتقي بفتيات حتى تحكم "

فقال كريم : " لا عليك من هذا , اخبرني ماذا تعرف عنها ؟ "
- " لا اعرف عنها الكثير , لكنها مهذبة , هي فقط كان زميلة لنا أيام الدراسة "
فسأله بحذر : " هل هي مرتبطة ؟ "
فقال كريم بثقة : " بالطبع لا "
- " كيف ؟؟ "
- " اقصد يعني أنها لو كانت ارتبطت بأحد لكنا أول من علم بذلك "

ثم أضاف : " على أي حال مبارك لك .. "
فقال عادل بسرعة : " هل أتقدم لخطبتها ؟؟ "
فصرخ و قال : " ماذا ؟؟ "
فقال بفزعة : " هل هناك أمر ما يمنع ذلك ؟ "
أجاب بعدم أهمية : " لا , توكل على الله "


* * * *


في اليوم التالي و هو يمارس عمله جاءت فكرة على باله , فحاول الاتصال بريم و لكنها لم تجيب ...

بدأ عادل في تغير ملابسه فأصبح يرتدي ما يرتدون الشباب , و اخذ يستخدم أشياء لم يكن يعرفها من قبل مما أصاب كريم الاستغراب ..

حاول عادل الاتصال بها مجددا و لكن فوجئ بصوت أنثوي يقول " هذا الهاتف مغلق حاليا "

شعر عادل باليأس , فذهب إلى مكتب كريم فرآه نائما , فهّم للدخول و لكن عاد أدراجه ...

مضى قرابة خمس دقائق حائرا , ماذا يفعل , يتحرك بطريقة عشوائية في أرجاء
المكان , حتى سمع هاتفه يغني و يقول : " فينك يا عمري يا كل عمري , كل ما
أنسى أن أنت حبيبي , يصحى فيا الشوق يا حبيبي , و افتكر أيامنا تاني افتكر
أيامنا تاني ....... "

حتى أجاب بسرعة و قال : " ريم ! , مرحبا "
فأجابته و قالت : " عادل , كيف حالك , إن شاء الله بخير ؟ "
فأجاب بتنهيدة : " الآن فقط .... أصبحت بخير "
ثم أضاف بتردد : " هل أستطيع ان ... أراكي اليوم لأمر هام ؟؟ "

سكتت ريم لفترة قصيرة ثم أصدرت صوت همهمة حتى قالت : " حسنا .. "
انكشفت ابتسامة رقيقة على شفتي عادل حتى صرخ من الفرحة و قال : " أين ؟ "
فسمع منها نفس نغمتها ثم أصدرت صوت همهمة حتى قالت : " أين ما تريد ..."
ثم أضافت ريم : " حسنا ... ما رأيك في أن نشاهد اليوم فيلم سينمائي ؟ "
صمت عادل لفترة كي يتذكر هل في حوزته مالا أم لا ..

ثم قال : " حسنا , متى ؟ "
- " بعد ساعة , ما رأيك ؟ "
- " حسنا , سوف انتظرك أمام سينما حياة في وسط البلد "
- " حسنا , مع السلامة "
- " مع السلامة "

أغلق عادل الهاتف و أخذ يقبله كالمجنون حتى رأى أمامه كريم ينظر إليه و يقول : " ماذا .. تفعل ؟؟ "
و هو متجمد لا يتحرك : " لا ..... و لكن كنت اود إعلامك بما حدث "
و هو يتحرك نحو الحمّام و بتثاؤب يقول : " ممتاز , و ماذا حدث ! "

لحقه عادل من خلفه و يقول : " اقصد , أنني سوف أقابلها اليوم كي نشاهد فيلم سينمائي "
بينما كريم يغسل وجه بالماء قال : " لقد تطورت بسرعة كبيرة "
ضحك عادل و قال : " حقا ! "
فنظر إليه و قال بحسرة : " بلى "

* * * * *

و بعد ساعة وقف عادل بالقرب من مدخل السينما منتظرا لقدوم ريم فسمع صوتها من خلفه تقول له :
" هل تأخرت ؟؟ "
التفت بسرعة و هو يتأمل ملابسها فقال مبتسما : " لا , لم يمض على قدومي كثيرا "
فأمسكت زراعه و قالت : " حسنا , هيا بنا "

فدخلا عادل و ريم السينما و أخذا في مشاهدة احد الأفلام الرومانسية الأجنبية الممتعة !

شعرت ريم بالسعادة المفرطة بعد خروجهم مباشرة , و قد كانت الساعة قاربت على
التاسعة مساءا , فطلب منها ان يدعوها على العشاء في إحدى مطاعم الوجبات
السريعة في وسط البلد , فوافقت على ذلك . . .

جلست ريم أولا ثم عادل على طاولتهم في انتظار وصول طعامهم فلاحظ فجأة أخرجت
ريم هاتفها و أعادت تشغيله , فقال لها باستغراب : " لماذا اطفأتي هاتفك ؟؟
"
ارتبكت ثم نظرت إليه و قالت : " خشيت ان يزعجنا احد أثناء الفيلم "
ضحك عادل و قال : " انا اسعد إنسانا بالدنيا "
فرفعت ريم إحدى ساقيها على الساق الآخر و قالت مبتسمة : " و انا أيضا "
بعد دقيقة سمع عادل النادل يصيح و يقول : " خمسة عشر .... خمسة عشر "
فرفع إصبعه لها و قال : " بعد ازنك ! "

ابعد كرسيه للخلف و ذهب نحوه الرجل الذي يناديه و اخذ صينية الطعام
البلاستيكية و جاء بها الى ريم , فجلس بكل هدوء و قال : " تفضلي ! "
ردت بتلقائية : " أشكرك "
في منتصف الجلسة قال لها دون ان ينظر إليها : " هل تستطيعي تحديد لي موعد مع والدك ؟؟ "
بينما تحاول وضع لقمة الطعام في فمها تجمدت فجأة , ثم قالت بتعجب : " ماذا قلت للتو ؟؟ "

نظر إليها و قال بتردد و بخوف : " هل تستطيعي تحديد .... لي موعد ...... مع والدك ؟؟ "
تركت تلك اللقمة التي بيدها و قالت : " هل أنت جدي ؟ "
ابتسمت ريم ثم قالت بسرعة : " لا انا لم اقصد هذا , و لكن ... هل يبدو انك تسرعت في الأمر قليلا ؟؟ "
عدل موضعه ثم قال بثقة : " هل هو كذلك ؟؟ "

فجأة رن هاتف ريم فارتبكت , فنظرت إليه و قالت : " المعذرة ! "
فأجابت على من يتصل بها و قالت : " السلام عليكم ! "
فأحمر وجهها ثم قالت : " لا .... الهاتف , لم ادري بأنه مغلق "
سكتت لفترة ثم قالت : " مع صديقتي ..... حسنا لن أتأخر "
أغلقت الهاتف ثم نظرت الى عادل بضجر و قالت : " المعذرة و لكن عليّ الذهاب الآن "
- " هل هذا أباكي ؟؟ "
- " من ؟؟ , نعم هو , المعذرة يا عادل سوف اتصل بك لاحقا ... "
و قامت ريم من مكانها و غادرت فورا دون حتى ان تكلمه , بينما هو ينظر إليها و يتمنى ان تبادله النظر ..
شعر عادل بيأس شديد حتى ترك المطعم و ذهب الى بيته . .

مر يومان كاملان دون ان تتصل به , وقد اشتعل قلبه محبة لها و كأنه عاشقا
لها منذ أمد بعيد , حتى و عندما يحاول ان يتصل هو بها لا تجبه , مما كان
يشعره بالقلق , فلم يكن لديه إلا اللجوء الى كريم ...

جلس عادل على مقعده أمام كريم و قال له بهدوء :
" يا كريم , لقد حاولت الاتصال بها مرارا و تكرارا و لكنها لم تجب "

و كأنه يكلم نفسه : " من وقت ما جاءها هذا الاتصال المفاجئ و أحوالها تغيرت "
ثم نظر إليه و قال : " حتى إنني أرسلت إليها رسائل على هاتفها و لكنها لم تجب , هل تعرف شيئا ؟؟ "
ظهر ارتباك على وجه كريم ثم قال : " صدقني يا عادل , لم يحدث أي اتصال بيني و بينها "
بسرعة : " حسنا , من فضلك اتصل بها الآن "
- " الآن ؟؟ "
بسرعة : " بلى , هيا "

فأخذ كريم هاتفه بتردد و أخذ يتصل بها حتى قال بعد وهله : " ريم مرحبا كيف حالك "
ثم قال بسرعة : " عادل معي هنا الآن لماذا لم تجيبي عليه , انه قلقا بشأنك "
فسرعان ما اخذ عادل الهاتف منه و قال : " مرحبا يا ريم ! "
فسمعها تقول له بصوت مرتكب : " من ؟ "
فأجابها باستغراب : " انا .. عادل "
فقالت له بجفاء : " أوه نعم .. مرحبا يا عادل "
- " لماذا لم تجيبي على هواتفي ؟ "
- " آسفة و لكني كنت منزعجة لأمر ما "
- " و الآن ؟؟ , هل ما زلتِ منزعجة ؟ "
ضحكت ثم قالت : " ماذا تريد ؟؟ "

نظر الى كريم نظرة خفية , ثم ابتعد عنه مسافة خمس او ست أمتار ثم قال لها :
" الموضوع الذي تحدثنا به منذ يومين "
ثم قالت بخلسة : " لا اعلم يا عادل , اظنك انك تسرعت قليلا , من فضلك هل تستطيع تأجيل هذا الموضوع ساعتان فقط ... "
- " حسنا كما تريدي .... "

* * * * *

لم يمض سوى ساعات قليلة حتى جاءه اتصال من ريم ...

ابتسم عادل , احمر وجه , و فرز كمية ليست بقليلة من الأدرينالين , حتى استعد قواه و تناول هاتفه و قال :
" مرحبا "
فقالت له بأنوثة : " مرحبا يا حبيبي "
صدم عادل عندما سمع هذا منها فقال : " هل أنا المقصود ؟ "
ضحكت ريم و قالت : " بالطبع , هل أحدث احد غيرك ؟ "
- " هل اعدتي التفكير فيما طلبته منك ؟ "
- " اوه نعم ... حسنا , هل أنت مشغول الآن ؟ "
- " لا , لست مشغولا "
- " حسنا سوف انتظرك في ستارباكس كافيه بعد ... بعد ساعة "
- " حسنا و انا سوف انتظرك من الآن "
- " مع السلامة يا عادل "
- " مع السلامة "

* * * * *

- " هل تعرفي يا ريم انك أول فتاة أحبها في حياتي ؟؟ " , قالها عادل لريم في المقهى ....

اصطنعت ريم ابتسامة ثم قالت : " و أنت أيضا "
فاقتراب النادل إليهم و قدم لهما القهوة و غادر على الفور
فقال لها : " هل تحدثتي مع والدك ؟؟ "
- " لا ليس بعد .. و لكني تحدث معه بشكل غير مباشر بشأني "
بعدم اقتناع : " و ماذا بعد "
ضحكت ثم قالت : " لا تقلق سوف أتحدث معه غدا "

رن فجأة هاتفها فتناولته فرأت اسما مألوفا فقالت لعادل : " المعذرة "
فقامت من مكانها و ابتعدت بعيدا حتى تتحدث على راحتها . . . .

فظل عادل ينظر إليها , فراها تتحدث بخفة دون ان تنفعل , فمضت دقيقتان حتى
قدمت إليه و جلست أمامه ثم قالت : " المعذرة يا عادل , انه أبي "
فجأة قالت له : " لماذا لا تنمي عضلات جسدك و تصبح كالمصارعين ؟؟ "
ضحك و قال : " لا أحب هذا , و لكن اذا كنتي مصّرة .. "
فابتسمت ثم قالت : " أود ان أسألك سؤال و لكن , أرجوك لا تسئ فهمي "
- " تفضلي "
ببطء : " كما تعلم ان ابي سوف يطلب منك بيت كي نعيش فيه "
فقال بثقة : " انا لدي بيت صغير , ابي اشتراه لي عندما كنا صغار "

ابتسمت ريم و قالت : " حسنا و .... "
قاطعها مبتسما و قال : " لا ... لا املك سيارة "

ضحكت ريم و قالت بسرعة : " لا لا اقصد هذا , بل هل ستجد عملا آخر غير هذا ؟ "
- " و ما به عملا , مما يشكى ؟؟ "
- " اقصد انه لن يكفي أسرة "
ضحك و قال : " على العموم هذا سابق لأوانه "

مرت ساعة من الحديث الذي سمح للطرفين التعرف الى بعضهم البعض حتى قدم النادل و قدم الفاتورة الى عادل , فأعطاه ما أراد و انصرف ...

فقالت ريم : " سوف أحدث أبي غدا , و هذا وعد مني لك "
فقال لها : " الساعة الآن الخامسة , هل لديكي مانع ان نتمشى قليلا على جوار النيل ؟ "
بابتسامة : " لا "
فأمسك يديها و قال لها : " هيا بنا "

ظلا يمشيان و يمشيان حتى وقف أمام احد الباعة للحمص الشام و قال لها : " الطقس بارد , هل تريدي "
ابتسمت و قالت : " يداك تكفيني ! "
ضحكت عادل و طلب من صاحب العربة و قال له : " من فضلك كوبان من حمص الشام "
بينما ريم تراقب الشارع و عادل يقف أمامها يحضر الكوبان من صاحب العربة , فجأة تصرخ ريم بشدة و تقول : " عادل انتبه ! "

لم يلاحظ عادل و إلا رجل من خلفه قد ضربه على امة رأسه فسقط على الأرض ملطخ بدمائه . . .

اقترب هذا الرجل الضخم ذو العضلات المفتولة من عادل و أمسكه من رقبته و قال لريم :
" هل هذا هو القذر الذي تفضليه عني ؟ "

فضربه مرة أخرى على رأسه فصرخ من شدة الألم و سقط مجددا , فحاول ان يقف و لكن لم يكن باستطاعته ...
بدأ الجمهور بالتجمع حولهم فصرخت ريم و قالت : " من فضلك يا بركات ... من فضلك , اتركه "

فصرخ في وجهها و قال : " اخرسي ! "
فأجمع عادل قواه و أفاق مما فيه , فوقف أمام هذا الضخم و قال له بهدوء :
" من فضلك يا سيد , يوجد فقط سوء ... تفاهم "
فصرخ و قال : " أي سوء هذا يا قذر , إنها خطيبتي يا حيوان "

ثم لكمه مرة أخرى على فكه فسقط عادل على الأرض و انعدمت الرؤية لديه و أصبحت مشوشة ...
فسمعه يحدث ريم يقول لها : " لا أريد ان أراكي ثانيا يا ساقطة , و ها هو محبسك "
فالقاه في وجهها و قبل ان يغادر ضرب عادل مجددا بقدمه و بصق عليه و غادر على الفور . . .

اقتربت ريم بسرعة إليه و جثت على ركبتيها و قالت بقلق : " عادل ... هل أنت بخير "
أبعدها بيده ثم استجمع قواه و حاول ان يتحرك و لكنه كان يقع في كل مرة ,
بينما الجمهور من حوله يحدقون النظر به و بريم محاولة لمعرفة لماذا حدث
لذلك . . .
حتى اقترب شاب قصير ناحيته حاول ان يساعده فقال له : " أين تريد الذهاب ؟ "
- " من فضلك أريد سيارة أجرة "

فلحقت ريم به كي تحاول ان تتكلم معه لكنه أبى , فركب سيارة الأجرة و انطلق نحو بيته . . .

* * * * *

عادل ملقيا على سريره يحاول ان يريح جسده مما حدث له , فجأة رن هاتفه و لكن
لم يستطيع الإجابة حتى خمس أو ست مرات , فتناوله عادل و أجاب بسرعة و قال :
" من معي "
فسمع صوت كريم يقول له : " عادل ماذا حدث لك يا صديقي "
- " اصمت , لقد كذبتم عليّ جميعا "
- " ماذا تقول ؟ "
- " كذبت عليّ عندما قلت لي بأنها ليست مخطوبة و لا اعلم ما تخفيه أيضا "
- " صدقني لم أكن اعلم , ريم لم تخبرني بذلك "
- " حسنا ! " و ألقى بالهاتف بعيدا . . . .

فأخذ يتأوه من ألامه حتى سمع صوت طرقات الباب فقال : " تفضلي يا أمي "
فدخلت سيدة كبيرة في السن رشيقة حزينة على ما حدث لابنها , فقالت له : " كيف حالك يا بنيّ الآن "
- " أحسن يا أمي "
فجلست بجواره ثم قالت : " هلا تقص لي ماذا حدث معك "
- " هل تتذكري الفتاة التي حدثك عنها من قبل ؟ "
- " ريم ! "
- " بلى , اكتشفت اليوم بأنه مخطوبة لرجل يشبه سلفستر ستالون "
ضحكت والدته و قالت : " من ! "
فضحك عادل و قال : " رآني معها اليوم و ابرحني ضربا "
و كأنه يكلم نفسه : " لا اعلم ما هي الحكاية "
- " الحكاية واضحة , أنها مخطوبة لرجل آخر و تريد ان تلهو معك "
فقال باستغراب : " تلهو معي "
- " بلى "
فأجابها بحزن : " حسبي الله و نعم الوكيل , الفتيات تلهو مع الشباب "

* * * * *

دخل عادل فجأة مكتب كريم فصعق من مكانه , فوقف بسرعة و حاول ان يهدئه :
" عادل , ماذا حدث لك , وجهك محطم كليا "
- " اخرس "

أغلق الباب من خلفه و اجبر كريم على الجلوس ثم جلس عادل بعده . . .

فقال له بكل حذر : " سيد كريم , يا صديقي العزيز , اخبرني الحقيقة كاملة و إلا لن تخرج من هنا سليما "
فنهض كريم و صرخ : " ماذا تقول يا ولد , هل نسيت نفسك ؟"
فأجبره عادل على الجلوس مجددا و قال بهدوء : " لا لم أنسى نفسي , انا لا أستطيع إيذاء ذبابة و لكن ... "
ثم صرخ و قال : " يا سالم "
فدخل رجل طويل عريض المنكبين اسود اللون و يحمل بين يديه سكينة حادة . . .

فصرخ كريم خوفا : " يا عادل نحن أصدقاء من فضلك لا تفعل هذا "
ظل يدور حول كريم و هو يقول : " اخبرني يا كريم , اخبرني القصة كاملة , و لماذا حدث ما حدث . . . ! "
- " حسنا , حسنا و لكن ابعد هذا عن هنا "
فصرخ عادل : " أكمل "
فقال كريم : " عندما غادرت النادي منزعجا بخصوص المخدرات , جلست ريم بجواري و قالت لي "

- " من هذا المدلل ؟ "
فقال كريم : " انه عادل يعمل لدينا في المتجر "
ثم قالت : " و لكنه هل هو ساذج قليلا ؟ "
ضحك كريم و قال : " جدا "
ظلت تفكر كثيرا حتى قالت : " ما رأيك بعمل لعبة صغيرة ؟ , مثل هذه الشخصيات يخرج منها الكثير "
باستغراب : " لعبة , أي لعبة ؟ "
ظلت تفكر و قالت : " سوف اشرح لك فيما بعد و لكن أريد منك ان تخبرني عن صديقك عادل "


فقال عادل : " و ماذا بعد "
قال كريم : " أعطيتها بعض المعلومات عنك و عن ما تحب و عن ما تكره و هكذا ... "
- " ثم , ..... "
- " ثم أخبرتك بأنها تريد رقم هاتفك "

ثم أضاف كريم مبتسما : " و عندما قابلتها أول مرة في المقهى , اتصلت بها و
علمت ما حدث بينكم , بالطبع كنت مركزا للسخرية , و بعد ذلك بعد عودتكم من
السينما أخبرتني ماذا قلت لها , وانك تريد مقابلة والدها لخطبتها , أخبرتها
بأن لا تجيب علي هواتفك هذه الأيام و إن اطر الأمر تغلق هاتفها نهائيا , و
لكن خطيبها بركات كان دائما يسبب لها المتاعب ..... "

ثم قال كريم : " و عندما دعوتها على العشاء في مطعم الوجبات السريعة اتصل بها خطيبها بركات , مما جعلها تدعك و تغادر مسرعة "

سكت كريم قليلا ثم قال : " و عندما كنتم في المقهى في المرة الأخيرة اتصلت
بها و أخبرتني بأنك معها في نفس المقهى و انك من دعاها الى ذلك , فأخبرتني
بأنها حقيقياً أصبحت مشدوهة بك , بعيدا عن ما حدث مسبقا , و هي الآن تحبك
فعليا و أنها سوف تحدث والدها عنك و أنها سوف تصرف النظر عن بركات لأنها
تشاجرت معه لأمر بالغ الأهمية و لم تعد تحتمله , و لكن القدر لا يريد ان
يكملها معك , أرسل إليك بركات و حدث ما حدث "

اقترب عادل منه أكثر و قال : " تبا لك و لريم " ثم صفعه على خده و هّم
لمغادر المكتب حتى رأى أمامه ريم تبكي فحاولت ان تتحدث معه فتركها و مضى
سيره مما لحقت به حتى وقف و قال :
" ريم ! اغربي عن وجهي , لم اعد أود رؤيتك "

فتركها و مضى سيره و لكنها حاولت ان توقفه حتى صرخت : " اقسم لك إني أحبك
... أقسم لك إني احبك " و لكن لم يهتم بها و ذهب بعيدا فتجمدت ريم مكانها
يائسة فرددت مرة أخرى عبارتها بصوت منخفض قليلا :
" اقسم لك إني أحبك ... "

* * * * *

جلس عادل على سريره حزينا , شاردا , ضائعا , لماذا أول حب في حياته يصدمه هكذا ؟؟
هل يصفح عن ريم ؟؟ , و لكنها جعلت منه أضحوكة ,
لماذا لا يفسر هذا بأن القدر جعلها منذ البداية لعبة و اختتمها بزيجة ؟؟

" لماذا اصطنع لنفسي سببا من أجلها , هل أفكر بالإصفاح عنها ؟؟ "
" هل هذه طيبة . . . . أم سذاجة , في كلتا الحالتان ... دائما خاسرا "

* * * * *
[/size]

https://kataratelnada.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى